فهم مراحل السرطان وما تعنيه كل مرحلة من مراحله

3 دقائق

عندما يتم تشخيص إصابة شخص ما بالسرطان، فإن أحد الأشياء الأولى التي سيناقشها الطبيب هي “مرحلة السرطان”. تكشف مرحلة السرطان عن مدى انتشار المرض وتطوره وتساعد في تحديد استراتيجيات العلاج الأنسب. تشرح هذه المقالة أساسيات تحديد مرحلة السرطان، وما الذي تدل عليه كل مرحلة وكيف تؤثر على خيارات العلاج.

ما هي مراحل السرطان

تحديد مرحلة السرطان هي عملية تُستخدم لتحديد مدى انتشار السرطان وشدته في جسم المريض. وتشمل تقييم حجم الورم وحالة العُقَد اللمفاوية وما إذا كان السرطان قد انتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم. تساعد هذه المعلومات مقدمي الرعاية الصحية على وضع خطة علاجية فعالة والتنبؤ باحتمالية الشفاء (التشخيص). كما أنها تسهل التواصل بين مقدمي الرعاية الصحية.

نظام التدريج عبر النانومترية (TNM)

نظام تحديد مراحل السرطان الأكثر استخدامًا على نطاق واسع هو نظام TNM، الذي أنشأته اللجنة الأمريكية المشتركة للسرطان (AJCC) ويرمز إلى الورم والعقد والنقائل. يوفر كل مكون من مكونات نظام TNM معلومات محددة عن السرطان:

الورم (T): يشير إلى حجم الورم الأولي ومدى انتشاره. عادةً ما يتبع الفئة (T) رقم من 0 إلى 4، حيث تشير الأرقام الأعلى إلى أورام أكبر أو انتشار أكبر للورم. على سبيل المثال، يشير الرقم (T1) إلى ورم صغير، بينما يشير الرقم (T4) إلى ورم كبير نما إلى الأنسجة المجاورة.

العُقَد (N): تشير إلى ما إذا كان السرطان قد انتشر إلى العُقَد اللمفاوية القريبة، وإذا كان الأمر كذلك، فكم عددها. ويتبع فئة N أيضاً رقم من 0 إلى 3، حيث تشير الأرقام الأعلى إلى إصابة العقد اللمفاوية على نطاق أوسع. على سبيل المثال، تعني الفئة N0 عدم وجود إصابة بالعقد اللمفاوية، بينما تشير الفئة N3 إلى وجود سرطان في عقد لمفاوية متعددة.

ورم خبيث (M): يصف ما إذا كان السرطان قد انتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم. عادةً ما تكون الفئة (M) متبوعة بـ 0 أو 1، حيث يشير M0 إلى عدم وجود ورم خبيث بعيد و M1 إلى وجود ورم خبيث.

شرح مراحل السرطان

استناداً إلى نظام TNM، يُصنف السرطان عادةً إلى خمس مراحل من 0 إلى IV، حيث تكون المرحلة 0 هي الأقل تقدماً والمرحلة الرابعة هي الأكثر تقدماً. إليك لمحة موجزة عن كل مرحلة:

المرحلة 0: السرطان الموضعي

تتميز المرحلة 0 بخلايا غير طبيعية تظل محصورة في موقعها الأصلي ولم تغزو الأنسجة المحيطة بها بعد. إذا تُركت هذه الخلايا دون علاج، فقد تتطور إلى سرطان. عادةً ما تكون سرطانات المرحلة 0 قابلة للعلاج بشكل كبير وقد تتضمن إزالة الخلايا الشاذة أو العلاجات الموضعية مثل الإشعاع. غالباً ما تُعتبر هذه المرحلة ما قبل السرطانية بسبب عدم انتشارها خارج الموقع الأولي.

المرحلة الأولى: المرحلة الأولى من السرطان

تشير المرحلة الأولى إلى ورم صغير لم ينتشر إلى العقد اللمفاوية أو أجزاء أخرى من الجسم. تنقسم هذه المرحلة، التي غالباً ما تسمى “السرطان الموضعي”، إلى المرحلة IA و IB، حيث تكون IA أصغر حجماً وأقل انتشاراً من IB. عادةً ما يؤدي العلاج المبكر، الذي قد يتضمن الجراحة أو العلاجات الموجهة، إلى تشخيص ممتاز للمرضى في هذه المرحلة.

المرحلة الثانية: الانتشار المحلي

تشير هذه المرحلة إلى ورم أكبر قد يكون قد نما في الأنسجة القريبة ولكنه لم ينتشر إلى العقد اللمفاوية. وتنقسم إلى المرحلتين IIA وIIB، حيث تكون المرحلة IIA أقل تقدماً من IIB2.

المرحلة الثالثة: الانتشار الإقليمي

تشير هذه المرحلة إلى ورم أكبر انتشر إلى العُقَد اللمفية القريبة ولكن ليس إلى أجزاء بعيدة من الجسم. وهي مقسمة إلى المراحل IIIA وIIIB وIIIC، حيث تُعد IIIA الأقل تقدماً وIIIC الأكثر تقدماً.

المرحلة الرابعة: السرطان النقيلي

تشير هذه المرحلة إلى السرطان المتقدم الذي انتشر إلى أجزاء بعيدة من الجسم. وتنقسم إلى المرحلتين IVA (تشير إلى انتشار السرطان إلى الأعضاء القريبة) و IVB (تشير إلى انتشار السرطان إلى أعضاء بعيدة).

كيف تؤثر مرحلة السرطان على خيارات العلاج

يلعب تحديد مرحلة السرطان دوراً حاسماً في تحديد خيارات العلاج وضمان أفضل نوعية حياة ممكنة للمرضى. على سبيل المثال، يمكن علاج السرطان في مراحله المبكرة بفعالية بالعلاجات الموضعية، مثل المعالجة الإشعاعية الداخلية. يستخدم هذا العلاج الإشعاعي الداخلي أداة تطبيق أو إبرة متخصصة لتوصيل المصدر الإشعاعي مباشرة إلى الخلايا السرطانية، مما يسمح باستهداف دقيق وتقليل الآثار الجانبية وتحسين نوعية حياة المريض.

مع تقدم مراحل السرطان، تتوسع خيارات العلاج لتشمل مزيجاً من الجراحة والعلاج الكيميائي والعلاج الإشعاعي لمعالجة انتشار المرض على نطاق أوسع. في المراحل المتقدمة، قد يتحول التركيز نحو العلاجات الجهازية والرعاية التلطيفية للتحكم في الأعراض وتحسين نوعية الحياة. من خلال فهم مرحلة السرطان، يمكن لمقدمي الرعاية الصحية تخصيص علاجات لا تستهدف المرض بفعالية فحسب، بل تدعم أيضاً رفاهية المريض بشكل عام طوال رحلة السرطان.

إن فهم مرحلة السرطان يوفر للمريض ومقدم الرعاية الصحية رؤى أساسية حول مدى انتشار المرض وتطوره، وهو أمر بالغ الأهمية لوضع خطط علاجية فعالة واتخاذ قرارات مستنيرة. ومع ذلك، من المهم أن نتذكر أن تحديد مرحلة المرض لا يحدد النتائج النهائية. إن رحلة السرطان لكل فرد فريدة من نوعها وتتأثر بالعديد من العوامل، بما في ذلك نوع السرطان المحدد وصحة المريض بشكل عام ومدى استجابة السرطان للعلاج.