ممارسة الرياضة أثناء العلاج: نصائح للبدء

2.46 دقيقة للقراءة

غالبًا ما يكون علاج السرطان مرهقًا جسديًا وعاطفيًا، لكن الدراسات تظهر أن الحفاظ على روتين التمارين الرياضية يمكن أن يقدم فوائد كبيرة. حتى الكميات الصغيرة من النشاط البدني يمكن أن تساعد في تقليل الإرهاق وتحسين القوة وربما تحسين نتائج العلاج. على الرغم من أن ممارسة التمارين الرياضية أثناء العلاج قد تبدو مرهقة، إلا أن الأمر يستحق استكشاف كيف يمكن أن يحسن من صحتك العامة. تقدم هذه المقالة نصائح حول كيفية البدء بأمان وتوضح فوائد ممارسة الرياضة أثناء علاج السرطان.

كيف تبدأ في ممارسة التمارين الرياضية: نصائح عملية

قد يبدو البدء في ممارسة التمارين الرياضية الروتينية أثناء علاج السرطان أمرًا مربكًا. ابدأ بالسرعة التي تناسبك واستمع إلى جسدك. إليك بعض النصائح لمساعدتك على البدء بأمان:

استشر فريق الرعاية الصحية الخاص بك. قبل البدء في أي برنامج للتمارين الرياضية، تحدث إلى طبيبك أو طبيب الأورام. يمكنهم تقديم المشورة لك بشأن أنواع التمارين الأكثر أمانًا وفعالية بناءً على علاجك وحالتك الصحية المحددة. في بعض الأحيان، قد يوصون بالعمل مع أخصائي علاج طبيعي متخصص في رعاية مرضى السرطان.

ابدأ صغيراً. إذا كنت تشعر بالتعب أو كنت حديث العهد بممارسة التمارين الرياضية، فابدأ بالأنشطة منخفضة الشدة مثل المشي أو تمارين الإطالة الخفيفة. ابدأ من 10 إلى 15 دقيقة من النشاط اليومي وزد الوقت والشدة تدريجيًا حسب ما تسمح به طاقتك. وتذكر أنه حتى الكميات الصغيرة من الحركة يمكن أن تحدث فرقاً في شعورك.

التركيز على الأنشطة منخفضة التأثير. تُعد التمارين منخفضة التأثير مثل المشي أو اليوغا أو السباحة مثالية لمرضى السرطان لأنها سهلة على المفاصل مع تقديم فوائد صحية كبيرة. المشي مفيد لأنه من السهل دمجه في روتينك اليومي ويمكن ممارسته في أي مكان تقريباً.

ادمج تمارين القوة. لمقاومة فقدان العضلات، ادمج تمارين القوة الخفيفة في روتينك باستخدام أشرطة المقاومة أو الأوزان الخفيفة. لا تحتاج إلى صالة ألعاب رياضية – فبعض التمارين البسيطة في المنزل، مثل تمارين الضغط على الحائط أو رفع الساقين من وضع الجلوس، يمكن أن تساعد في الحفاظ على كتلة العضلات. إذا لزم الأمر، اسأل أخصائي العلاج الطبيعي للحصول على إرشادات بشأن التمارين المناسبة.

حافظي على رطوبة جسمك وتغذيته. احرص على الحفاظ على ترطيب جسمك وتناول وجبات صغيرة ومغذية قبل التمرين وبعده. يمكن أن تؤثر علاجات السرطان في بعض الأحيان على الشهية والترطيب، لذا من الضروري تزويد جسمك بالطاقة للحفاظ على مستويات الطاقة والمساعدة على التعافي بعد النشاط البدني. تعرّف على المزيد حول نصائح التغذية لمرضى السرطان.

استمع إلى جسدك. قد تتقلب مستويات طاقتك أثناء العلاج، لذا فإن الاستماع إلى جسمك وتعديل نشاطك أمر بالغ الأهمية. إذا كنت تشعر بالإرهاق بشكل خاص، فلا بأس بالراحة. في الأيام الأفضل، قد تشعرين بأنك مستعدة لمزيد من الحركة – فقط انتبهي لحدودك وتجنبي إجهاد نفسك أكثر من اللازم.

لماذا ممارسة الرياضة أثناء علاج السرطان؟

  • يقلل من التعب والإرهاق

الإرهاق المرتبط بالسرطان هو أحد الآثار الجانبية الأكثر شيوعًا وتحديًا للعلاج. على عكس التعب العادي، لا يتحسن هذا النوع من التعب مع الراحة. ومع ذلك، تُظهر الأبحاث أن النشاط البدني المعتدل يمكن أن يخفف من هذا التعب. يمكن أن يساعدك دمج الحركة في روتينك على تعزيز الطاقة ويجعلك تشعر بمزيد من القدرة على إدارة حياتك اليومية. (1, 2)

  • يحافظ على كتلة العضلات وقوتها

يمكن أن تؤدي علاجات السرطان مثل العلاج الكيميائي والإشعاعي إلى فقدان العضلات وضعفها. يمكن أن تساعد تمارين القوة، مثل رفع الأوزان الخفيفة أو استخدام أحزمة المقاومة، في مواجهة ذلك. الحفاظ على كتلة العضلات أمر ضروري للحركة والاستقلالية والصحة البدنية العامة أثناء العلاج. (3)

  • يحسن الحالة المزاجية والصحة العقلية

من المعروف منذ فترة طويلة أن التمارين الرياضية تحسن الصحة العقلية من خلال تعزيز المزاج وتقليل أعراض القلق والاكتئاب. بالنسبة لمرضى السرطان، يمكن أن تكون الخسائر العاطفية للعلاج مرهقة. تحفز ممارسة التمارين الرياضية إفراز الإندورفين، وهي مواد كيميائية في الدماغ تعزز الشعور بالراحة، مما يساعد على تقليل التوتر وتحسين المزاج العام. (4,5)

  • يدعم وظيفة المناعة

قد تؤدي علاجات السرطان إلى إضعاف الجهاز المناعي، ولكن ثبت أن ممارسة التمارين الرياضية المعتدلة تعزز وظيفة المناعة. بينما قد تؤدي التمارين الرياضية المكثفة إلى تثبيط وظيفة المناعة مؤقتاً، فإن النشاط المعتدل يمكن أن يقويها، مما يوفر دعماً إضافياً أثناء علاج السرطان. (6)

  • يعزز صحة القلب والأوعية الدموية

يمكن أن يكون لبعض علاجات السرطان، وخاصة العلاج الكيميائي والإشعاعي، آثار ضارة على القلب. يمكن أن تساعد تمارين القلب والأوعية الدموية مثل المشي أو السباحة أو ركوب الدراجات في حماية صحة القلب. يتمتع مرضى السرطان الذين يمارسون الرياضة بانتظام بنتائج أفضل للقلب والأوعية الدموية مقارنةً بمن لم يمارسوها. تساعد التمارين المنتظمة على تقليل خطر الإصابة بالمشاكل المتعلقة بالقلب، وهو ما يمكن أن يكون مهمًا بشكل خاص للمرضى الذين يخضعون لعلاجات عنيفة. (7)

ليس من الضروري أن تكون التمارين الرياضية أثناء علاج السرطان مرهقة لإحداث فرق. يوفر النشاط البدني المنتظم والمعتدل العديد من الفوائد، بدءًا من تقليل التعب وتحسين المزاج إلى الحفاظ على كتلة العضلات ودعم وظيفة المناعة. يمكن أن يؤدي دمج التمارين الرياضية في خطة رعاية مرضى السرطان إلى تحسين جودة حياتك بشكل عام، سواءً كان ذلك من خلال المشي لمسافة قصيرة أو جلسة يوغا أو تمارين القوة الخفيفة. اتخذ هذه الخطوة الأولى ودع الحركة تصبح جزءاً من عملية الشفاء.

المراجع:

  1. Chen, X., Li, J., Chen, C. et al. تأثيرات تدخلات التمارين الرياضية على التعب المرتبط بالسرطان ونوعية الحياة بين مرضى السرطان: تحليل تلوي. BMC Nurs 22, 200 (2023). https://doi.org/10.1186/s12912-023-01363-0
  1. Kelley, G.A., Kelley, K.S. Exercise and cancer-related fatigue in adults: a systematic review of previous systematic reviews with meta-analyses. BMC Cancer 17, 693 (2017). https://doi.org/10.1186/s12885-017-3687-5
  1. Nascimento, W., Ferrari, G., Martins, C.B.et al.أنشطة تقوية العضلات والإصابة بالسرطان والوفيات: مراجعة منهجية وتحليل تلوي للدراسات القائمة على الملاحظة.Int J Behav Behav Nutr Phys Act18, 69 (2021). https://doi.org/10.1186/s12966-021-01142-7
  1. هارفارد هيلث. (2023). النشاط البدني المنتظم يمكن أن يعزز المزاج.هارفارد هيلث للنشر. تم الاسترجاع من https://www.health.harvard.edu/mind-and-mood/regular-physical-activity-can-boost-mood
  1. جمعية علم النفس الأمريكية. (2020). التمارين الرياضية والمزاج.الجمعية الأمريكية لعلم النفس. تم الاسترجاع من https://health.umms.org/2020/06/11/exercise-mood/
  1. هارفارد هيلث. (2023). النشاط البدني المنتظم يمكن أن يعزز المزاج.هارفارد هيلث للنشر. تم الاسترجاع من https://www.health.harvard.edu/mind-and-mood/regular-physical-activity-can-boost-mood
  1. Squires, R. W., Shultz, A. M., & Herrmann, J. (2018). ممارسة التمارين الرياضية وصحة القلب والأوعية الدموية لدى مرضى السرطان.مجلة علم الأورام السريري، 20، المادة 27. Retrieved from https://link.springer.com/article/10.1007/s11912-018-0681-2